صيام يوم عرفه  13465406981737

فضل صوم يوم عرفه :
وهو اليوم التاسع من ذي الحجة ، وقد
أجمع العلماء على أن صوم يوم عرفة أفضل الصيام في الأيام ، وفضل صيام ذلك
اليوم ، جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال :" صيام يوم عرفه أحتسب
على الله أنه يكفر السنة التي قبله والسنة التي بعده " [ رواه مسلم ] .
فصومه رفعة في الدرجات ، وتكثير للحسنات ، وتكفير للسيئات .


ماذا يكفر صوم يوم عرفة :
فعموماً لا ينبغي صيام يوم عرفة
للحاج أما غير الحاج فيستحب له صيامه لما فيه من الأجر العظيم وهو تكفير
سنة قبله وسنة بعده . والمقصود بذلك التكفير ، تكفير الصغائر دون الكبائر ،
وتكفير الصغائر مشروطاً بترك الكبائر ، قال الله تعالى : " إن تجتنبوا
كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم " [ النساء ] ، وقوله صلى الله عليه
وسلم : " الصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة ورمضان إلى رمضان كفارة لما
بينها إذا اجتنبت الكبائر " [ رواه مسلم ] .


صوم يوم عرفة للحاج :
فيستحب صيام يوم عرفه لغير الحاج أما
الحاج فعليه أن يتفرغ للعبادة والدعاء ولا ينشغل فكره وقلبه بالطعام
والشراب وتجهيز ذلك ، فيأخذ منه جُل الوقت ، وعن أبي هريرة رضي الله عنه
قال :" نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن صوم يوم عرفة بعرفة " [ رواه
أحمد وابن ماجة وفي صحته نظر ] ، وأيضاً مثله عند الطبراني في الأوسط من
حديث عائشة رضي الله عنها قال : " نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن صوم
يوم عرفة بعرفات " ، ويعضدهما حديث : " أن الناس شكوا في صومه صلى الله
عليه وسلم يوم عرفة ، فأرسل إليه بقدح من لبن فشربه ضحى يوم عرفة والناس
ينظرون " [ رواه البخاري ومسلم ] .

فعندما شك الناس في صوم النبي صلى
الله عليه وسلم يوم عرفة جاءه قدح لبن فشربه حتى يرى الناس أنه لم يصم ،
وقال بعض العلماء أن صيام يوم عرفة للحاج محرم ، لأن النهي في الحدث السابق
للتحريم ، وكره صيامه آخرين ، قال ابن القيم رحمه الله : وكان من هديه صلى
الله عليه وسلم إفطار يوم عرفة بعرفة . انتهى .

وقال المنذري : اختلفوا في صوم يوم
عرفة بعرفة ، قال ابن عمر : لم يصمه النبي صلى الله عليه وسلم ، ولا أبو
بكر ، ولا عمر ، ولا عثمان ، وأنا لا أصومه . ولفظه عند عبدالرزاق : " حججت
مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم يصم يوم عرفة ، وحججت مع أبي بكر فلم
يصمه ، وحججت مع عمر فلم يصمه ، وحججت مع عثمان فلم يصمه ، وأنا لا أصومه ،
ولا آمر به ، ولا أنهى عنه " [ 4/285 ] .

وقال عطاء : من أفطر يوم عرفة ليتقوى به على الدعاء كان له مثل اجر الصائم . [ مصنف عبد الرزاق 4/284 ] .
وقال الساعاتي في الفتح الرباني :
وممن ذهب إلى استحباب الفطر لمن بعرفة الأئمة أبو حنيفة ومالك والشافعي
والثوري ، والجمهور ، وهو قول أبي بكر وعمر وعثمان وابن عمر رضي الله عنهم
أجمعين ، وقال : هو أعدل الأقوال عندي .