بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين..أما بعد.
فنحمد
الله تعالى أن وفق الأمة الإسلامية في هذه الأيام لرفع راية الجهاد في
فلسطين وفي الشيشان وفي أفغانستان وفي العراق وفي كشمير وفي غيرها، فالأمة
بإذن الله تمر في مرحلة تجديد لهذه الفريضة وتسير في مقدمات فتح بيت المقدس
بإذن الله .
فالمجاهدون أصبحوا الشاغل
الإعلامي الأكبر للعالم وقد تحالف لمواجهتهم حلف الناتو والروس الذين
تناسوا خلافاتهم وتوحدوا مع اليهود والهندوس والمرتدين لمحاربة الإسلام
والمسلمين .
والبعيد عن أرض الجهاد يحسب قوة المجاهدين
بالعدد القليل المستضعف في بلاده من المجاهدين وهذا من الخطأ فإن الجهاد
إذا ارتفعت رايته وتقدمه أهل الخير والصلاح فإن المسلمين ومنهم الصالح
ومنهم الظالم لنفسه يلتفون حول هذه القيادة الصالحة وقد قال الله تعالى: (
ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد
ومنهم سابق بالخيرات بإذن الله ذلك هو الفضل الكبير ) .
وفي الشيشان
تتواصل الحرب ، وقد قاربت السنة الرابعة من الحرب على الانتهاء ونحن في صيف
سنة 1424هـ والمجاهدون يكبدون القوات الروسية خسائر كبيرة في الجنود
والآليات والطائرات ، وفي اجتماع لأعضاء الكونغرس الدولي الثالث لأمهات
الجنود للحياة والحرية الذين يمثلون أكثر من 100 مؤسسة روسية لأمهات الجنود
الروس عددوا الأضرار المترتبة على الحرب في الشيشان ومنها مقتل وفقد أكثر
من 20 ألفاً من الجنود الروس وإصابة عشرات الآلاف وهذا العدد من القتلى
يزيد على قتلى الإتحاد السوفيتي في أفغانستان خلال 10 سنوات .
وهذه
السنة هي سنة التحدي لبوتين الذي جاء بالرئاسة عن طريق الوعود بالقضاء على
المجاهدين في الشيشان وقد مضت مدة رئاسته ولم يبقى له إلا عدة أشهر ثم يخوض
انتخابات رئاسية جديدة مما جعله في حرج عظيم أمام شعبه وأمام العالم فبدأ
بمحاولات سياسية يائسة بعد فشله العسكري فأجرى استفتاء صورياً للشعب
الشيشاني تحت التهديد والسلاح ، وفي الأسابيع القادمة سوف تجري الحكومة
الروسية انتخابات لرئاسة جمهورية الشيشان لاختيار أحد العملاء المرشحين .
وفي
المقابل فقد صعد المجاهدون من عملياتهم بفضل الله تعالى في جميع مناطق
الشيشان ونقلوا حرب العصابات إلى داخل روسيا في المناطق المجاورة للشيشان
حيث تقوم مجموعات من المجاهدين بتلغيم الطرق ونصب الكمائن ، ويترتب على نقل
المعركة إلى داخل روسيا خسائر عسكرية ومالية كبيرة على الحكومة الروسية.
وعلى
الرغم من أن هذه السنة من السنوات الحاسمة فإن المساعدات المالية
للمجاهدين قد قلت إلى مستوى لم يسبق مثله منذ بداية الحرب وهو مما يسبب
نقصاً كبيراً في ضرورات المجاهدين وحاجاتهم وهذه القلة في المساعدات
المالية قد يكون من أسبابها ضغوط الصليبيين على الحكومات العميلة لمنع
المسلمين من الجهاد بأموالهم إلا أن هذا ليس عذراً للمسلم لكي يترك الجهاد
الواجب بالمال وقد قال الله تعالى: ( والذين يكنزون الذهب والفضة ولا
ينفقونها في سبيل الله فبشرهم بعذاب أليم * يوم يحمى عليها في نار جهنم
فتكوى بها جباههم وجنوبهم وظهورهم هذا ما كنزتم لأنفسكم فذوقوا ما كنتم
تكنزون) .
فهذا الوعيد في ترك النفقات الواجبة ومنها النفقة الواجبة
في الجهاد في سبيل الله قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في هذه
الآية: فهذا يندرج فيه من كنز المال عن النفقة الواجبة في سبيل الله
والجهاد أحق الأعمال باسم سبيل الله وقال في فرض الجهاد بالمال : لو ضاق
المال عن إطعام جياع والجهاد الذي يتضرر بتركه قدمنا الجهاد وإن مات الجياع
كما في مسألة التترس وأولى فإنا هناك نقتلهم بفعلنا وهنا يموتون بفعل الله
انتهى كلامه.
وإن تفرغ بعض طلبة العلم لكل جهاد ترفع رايته في بلد
من بلاد المسلمين لنصرة قضيته ودعمه في وسائل الإعلام وبما يكفي من
المساعدات والقيام بكفايته في باب النصرة والجهاد بالمال أفضل من أن
ينشغلوا بالتأليف والكتابة في مواضيع قد كتب فيها غيرهم من أهل العلم
وبينوا فإن طالب العلم إذا قام بنصرة إخوانه ودعمهم فهو يساهم في صناعة
تاريخ الأمة وإحياء فريضة الجهاد في سبيل الله وإقامة دولة الإسلام فإن
دولة الإسلام قامت في عهد النبي صلى الله عليه وسلم بالكتاب والجهاد ولن
تقوم مرة أخرى إلا بالكتاب والجهاد ومن أراد قيامها بغيرهما فقد ضل السبيل
فمن الخطأ الإنشغال بغير ذات الشوكة من تأليف أو وسائل دعوية التي لا يحصل
بسببها أذى في الوقت الذي يحتل فيه الصليبيون واليهود أجزاء من دول العالم
الإسلامي .
فالواجب أن يتفرغ لكل قضية جهادية من طلبة العلم وأهل
الخير من يقوم بحاجة المجاهدين وتوفير كفايتهم من الأموال والمساعدات فهذه
رسالة أوجهها إلى العلماء وإلى طلبة العلم وإلى التجار وإلى عموم المسلمين
أن ينصروا إخوانهم ويدعموهم ولا يخذلوهم في أصعب الأوقات فقد لاحت بشائر
النصر بإذن الله واشتدت المعارك بين المجاهدين والكافرين لحسم القضية .
وصلى الله وسلم على نبيننا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
قاله :
أبوعمر محمد بن عبد الله السيف رحمه الله.
29 رجب 1424هـ.