أمَّاهُ لاَ تَرْحَلِـي ..
فَرَحِيلُكَ يُشْبِهُ الفَنَاء
يُخَلِّفُ الخَوَاء
يُقَلِّصُ مِنْ دُنْيَايَ حَجْمَ الَهوَاء
أمَّاهُ إنْ رَحَلْتِ مَا أنَا فَاعِلٌ دُونَكِ
كَيْفَ يَحْلُو عَيْشاً بَعِيداً عَنْ حُضنكِ
مَاذَا يَعْنِي الكَوْنُ بِغَيرِ طَيْفَكِ
دُونَكِ يَا كَنَفاً دَافِئاً
مَا قِيمَةُ البَقَاء
أمَّاهُ لاَ تَرْحَلِي فَإنِّي لِرَحِيلكِ لاَ أطِيقُ
أنْتِ الخِلُّ النَّاصِحُ
أنْتِ فِي الشَّدَائِدُ نِعْمَ الصَّدِيقُ
إنْ ابْتَسَمتِ ..
لِي الدُّنيَا تَبْسَمُ
وَ إنْ حَزِنْتِ ..
الكَوْنُ الفَسِيحُ بِي يَضِيقُ
أمَّاهُ لاَ تَرْحَلِي قَبْلَ رَحِيلِـي
فَمَنْ غَيْرُكِ يُؤْنِسُ وَحْشَةَ اللَّيَالِـي
مَنْ بَعْدَكِ يَسْمَعُ شَكْوَايَ
مَنْ يَمْسَحُ العَبَرَاتِ عَنْ المُقَلِ
كَيْفَ تَكُونُ الحَيَاةُ دُونَكِ يَا سِرَّ الوُجُودِ
كَيْفَ هُوَ مَآلِـي
أمُّاهُ ..
بِاللهِ لاَ تَرْحَلِـي
فَبِرَحِيلُكِ تَذْبَلُ الأزْهَارُ
تَمُوتُ كَمداً الأشْجَارُ
وَ تَنْتَحِرُ الدَّوَالِـي