عمرك كأوراق الخريف
عمرك كأوراق الخريف
وسُقطت ورَقه من َشجرة العُمر
سميت دنيآ ,,؟
لتدني منزلتهَآ عند الله وحقآرتهَآ ,,؟
أوضآعهآ غريبه
ليل يتبعه نهار ,, حيآه وموت ,, لقاء وفراق
ضيق وفرح ,,!
آمال وآلآم
معادلةً بسيطه ومتسآويه الأطراف :
( طفل الأمس -هو شاب اليوم - هو شيخ الغد)
قال الله تعالى :"
(وأضربْ لهم مَثلُ الحياةُ الدنيَآ كمَآءٍ أنزلنآهُ مِنْ السمَآءْ
فإختلط بهِ نبآتُ الأرض
فأصبحَ هشيماً تذروه الريآح وكآن الله علىَ كُل شيءِ مقتدرآ )
نعم هذا مثل هذه الحيآةُ الدنيآ في سرعة ذهآبهآ وإضمحلآلهآ وقرب فنآئهآ وزوآلهَآ
هذه الحياة الدنيآ لآ راحة فيهآ ولآ إطمئنآنْ
ولآ ثبآت فيهآ ولآ إستقرآر ,, حوآدثهآ كثيره وعبرهآ غفيره
دولٌ تُبنى وأخرىَ تزول ,, مُدن تُعمر وأخرىَ تُدمر
وممالِكٌ تشيَدُ وأخرىَ تبآد
فرح يقتلهُ ترح ,, وضحكةً تخرسَهآ دمعه
صحيح يسقم ومريض يُعآفى
وهكذا تسير عجلتهآ ,,؟
لآ تقف لميلآد ولآ لغياب ولآ لفرح ولآ لحزن
تسير حتى يأذن الله لهآ بالفناء
ولآ يملك النآس من هذه الدنيآ شيئاً إلآ بمقدآر
نزول المطر ونبات الزرع وصورته هشيما
بذلك ينتهي شريط الحيآه ,,
مآ بين ولآدةً وطفولةً وشباب وشيخوخة ثم موت وقبر,,؟
يطوى سجل الإنسان بعجاله ,,!
وكأنهآ غمضةُ عين أو لمحةُ بصر أو ومضةُ برق
" اعلموا إنما الحياة الدنيا لعب ولهو وزينة وتفاخر بينكم وتكاثر في الأموال والأولاد "
سرابٌ خآدع ,, وبريقٌ لآمِعٌ ,, ولكنهآ سيفٌ قآطعٌ ,, وصآرمٌ سآطع
كم أذاقت أسىَ ,, وكم جرعت غصَآ ,, وأذاقت مرضاً
كم أحزنت من فرح ,, وأبكت من مرح
وكبرت من صبو ,, وشآبت من صغير ,,؟
سرورهآ مشوب بالحُزن ,, وصفوهآ مشوب بالكدر
خداعةٌ مكآره ,, ساحرةٌ غراره
كم هم فيهآ صغير ,, وذل فيها من عزيز
وترف فيها من وثير ,, وإفتقر فيهآ من غني ,,؟
أحوالها متبدله وشمولهآ متغيره ,,؟
يقول نبينآ عليه وعلى آله الصلآة والسلام :
" مالي وللدنيآ مآ أنا في الدنيآ إلآ كرَآكبٌ إستظل تحت شجرةٍ ثم رآحَ وتركهآ "
ومن وصآيا عيسى على نبينا وآله وعليه السلآم لأصحابه قال :
( الدنيا قنطره فأعبروهآ ولآ تعمروهَآ )
وقوله أيضاً :
" من ذا الذي يبني فوق موج البحر داراً ؟!
تلكم الدنيا فلا تتخذوها قرارا "
وقيل لنوح عليه السلآم:
يا أطول الأنبياء عمراً كيف رأيت الدنيآ ؟
قال : " كدارٍ لهآ بآبآن دخلتُ من أحدهمآ وخرجتُ من الآخر "
إنا لنفرح بالأيام نقطعهآ ,, وكل يوم مضى يدني من الأجل !!
فإن الموت الذي تخطآنآ إلىَ غيرنآ ,, سيتخطى غيرنآ إلينا فلنأخذ حذرنآ ,,؟
هو الموتُ مآ منه ملآذٌ ومهربْ ,, متى حط ذآ عن نعشه ذاك يركب !!
فدعونآ نحآسب أنفسنآ ونستلهم الدروس والعبر ممآ فات
دعونآ نتسآءل عن يومنَآ كيف أمضينآه ,,؟!
وعن وقتنا كيف قضينآه ,,؟
فإن كآن مآفيهِ خيراً حمدنَآ ربنآ وشكرنآه
وإن كآن مآ فيهِ شراً تبنا إلي ربنآ وإستغفرنآه
ليسألُ كُل وآحِداً منآ نفسهُ
كم صلاة فجر ضيعتهآ أو أخرتهآ ولم أصليهآ إلآ عند الذهآب
إلى المدرسه أو العمل ,,؟
كم حفظت من كتآب الله وعملت به ,,؟
كم يوم صمته في سبيل الله ,,؟
كم صلة رحم قمت بزيارتها ,,؟
كم من غيبة كتبت علي ,,؟
وكم فرصةً سنحت لي لأتوب ,,؟
ولكني لم أتب حتى هذه اللحظه ,,؟
كم مرة عقت والدّيَ ونهرتهمَآ ,,؟
وكم ,,؟
وكم ,,؟
وكم ,,؟
فهل حآسبنآ أنفسنآ الآن مآدامت الفرصه سآنحه
والسوق مفتوحه والبضآعه قائمه ,,؟
وقفه مع حيآة الإنسآن
لو ألقينآ نظرةً خآطفه
على حيآة الإنسآن في الدنيآ لرأينَآ العجب العجآب
والله إني لأعجب كثيراً
ممن وهب نفسه للدنيآ ونسي الآخره ,,!
وكأنه لآ يؤمن بهآ مع علمه بأن المرء ليس له إلا عمراً وآحد و أجل محدود ,,؟
ولن يُعطىَ فوق أجلهُ دقيقةً وآحدةً ليعيشهآ ,,
ومع هذا ,,؟
يكآبر ويتكبر ويعيش حيآة منْ لآ يموت أبداً ,,؟
{أخي / أختي في الله}
ألستُمْ توقنوا بالموت ,,؟!
ألستُمْ تقرأو ( كل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام ) ؟!
أما تساءلتُمْ أين سيد الخلق الذي لو ترك الموت أحدا لتركه ؟!
( ومآ جعلنا لبشر من قبلك الخلد أفإن مت فهم الخالدون )
أين آباءك وأجدادك !!
أين الملوك والأبطال ؟
أو ليس غيبهم الثرى وتسآوى الملوك والصعاليك في أطباق الترآب ,,؟
أما لك فيهم عبرةً ؟!
أما لك فيهم موعظةً ؟!
وكفى بالموت وآعظاً ,,؟
ألم تشآهد منظراً للوآعظ الصآمت ( القبر ) ؟!
ألم تشاهد منظرا للموطن الساكن ( القبر ) ؟
الإنسان مثله كمثل الشجرة تحمل عددا من الأوراق
التي هي عمره
فكلما سقطت ورقةٌ من هذه الشجره إنقضت سنةٌ من حياة ذلك الإنسان
وفي الختآم
لقد كان رسول الله عليه الصلاة والسلام يحب الفأل ,,!
فإقتداءً به لنختم يومنآ هذا بالتفاؤل ,,
وبأن المستقبل لصالح المسلمين ونصرهم على عدوهم وتمكينهم في الأرض
وأن النصر سيكون للإسلام وأهله طال الزمآن أو قصر
فينبغي ألا يزيدنآ مرور الأيام إلآ صلآحاً و إقبالاً
وتمسكاً بعقيدتنآ الصحيحه وثوآبتنآ ومبآدئنآ السليمه
فهل نعتبر ونجعل أيامنآ القادمه صحَآئفُ خير ,,؟
جدير بنا أن نملأهآ بالحسنات تلو الحسنات ؟؟!!
ولو قدر الله أن تقترف أيدينا وجوارحنا السيئات ف علينا أن نتذكر قوله تعالى :
" إن الحسنات يذهبن السيئات "
وفي الختام اقول :
اللهم اقسم لنآ من خشيتك مآ تبلغنآ به جنتك
ومن اليقين مآتهون به علينآ مصآئب الدنيآ
اللهم متعنآ بأسمآعَنآ وأبصآرنَآ وقوتنآ مآ أحييتنآ
وإجعله الوآرث منَآ وإجعل ثأرنا على من ظلمنَآ
وأنصرنَآ علىَ من عَآدآنَآ ولآ تجعل الدنيآ أكبر همنَآ
ولآ مبلغُ علمنآ ولآ تسلط علينآ منْ لآ يخآفُكَ ولآ يرحمنآ
أسئل الله لي ولكم العفو والعافيه