من فضح مؤمنا فضحه الله فى قعر بيته
لقد تعودنا في هذا الزمن الرديء على استماع الكثير من الأكاذيب في مجالس الأصدقاء حتى بات الواحد لا يدري يصدق من؟ وإذا كان البعض يمارس الكذب جهاراً فإن الأسوأ منه الذي «يتفشخر» بالادعاءات التي لا أصل لها لمجرد أن يعطي لنفسه قيمة أو وجاهة في الوقت الذي يعرف الناس اصلاً حقيقته وأنه لا يعدو أن يكون من الكاذبين الذين يقولون ما لا يدركون.
وتتميز بعض الشخصيات المريضة بحبها لإثارة الفتن ودب النزاعات بين الناس من خلال نقلها لكلام مسيء أو تلفيقها لبعضه بهدف تحقيق بعض المكاسب والمصالح الشخصية حتى لو كان ذلك على حساب مشاعر من يتودد لهم.
وتزداد خطورة نقل الكلام، والافتراء على المحصنات،عندما يصاحبه الافتراء وعدم الدقة والتضليل
قال الله تعالى: ( وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً وَلا تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهَادَةً أَبَداً وَأُوْلَئِكَ هُمْ الْفَاسِقُونَ ) النور/4
أن البغي لا يعرف لنفسه حدا ينتهي إليه وأن خلق الافتراء كذلك لا يقف في المفتر عند حدٍّ، إنه يبدأ بالافتراء على الله ، حيث يرى في إمهاله له إهمالا ، ولولاه لما جرأ على الافتراء على عباد الله، ثم الافتراء على الحقائق، ليكون عاقبة ذلك هو على ما جاء في تلك الآية " السحت للمفتري بالعذاب الأليم" ( ويلكم لا تفتروا على الله كذبا فيُسْحِتكم بعذاب وقد خاب من افترى) طه 61.
.
تذكرة لكل من تسول له نفسة الافتراء على خلق الله بهتانا وزورا
أشد أنواع الظلم اتهام البريء ورميه بما ليس فيه، وفقدان الثقة فيه، وإثارة الشكوك حوله، وإن الويل ثم الويل للظالم من عقاب الله وعذابه يوم القيامة
فمن تجرأ على الناس تجرأ الناس عليه ومن فضح مؤمنا فضحه الله فى قعر بيتة
ابعد عن الاعراض تسلم اجتنب المحارم لا تهلك استر يسترك الله
فالكذب على الناس وقذفهم بالباطل بلا برهان من البهتان الذي حرمه الله ورسوله؛ كما قال تعالى: وَلا يَأْتِينَ بِبُهْتَانٍ يَفْتَرِينَهُ بَيْنَ أَيْدِيهِنَّ وَأَرُجُلِهِنّ [الممتحنة:12
"بِحَسْبِ امْرِئٍ مِن الشَّرِّ أَنْ يَحْقِرَ أَخَاهُ الْمُسْلِمَ كُلُّ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ حَرَامٌ دَمُهُ وَمَالُهُ وَعِرْضُهُ".أخرجه أحمد
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصحابه ;
أتدرون من المفلس؟ . قالوا ; المفلس فينا يا رسول الله من لا درهم له ولا متاع . قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ; المفلس من أمتي من يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة ، ويأتي قد شتم هذا ، وقذف هذا ، وأكل مال هذا ،وسفك دم هذا ، وضرب هذا ، فيقعد فيقتص هذا من حسناته ، وهذا من حسناته ، فإن فنيت حسناته قبل أن يقتص ما عليه ؛ أخذ من الخطايا أخذ من خطاياهم فطرح عليه ، ثم طرح في النار .
الراوي; أبو هريرة - خلاصة الدرجة; صحيح - المحدث; الألباني - المصدر; صحيح الترمذي
دعوة تفائل لكل من تعرض للظلم بالقول او الفعل
{إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُورٍ}الحج38:
( مَن آذى لي وليّـاً فقد آذنته بالحرب).
يخبر تعالى أنه يدفع عن عباده الذين توكلوا عليه وأنابوا إليه شر الأشرار وكيد الفجار ، ويحفظهم ويكلؤهم وينصرهم ، كما قال تعالى : ( أليس الله بكاف عبده ) [ الزمر : 36 ] وقال : ( ومن يتوكل على الله فهو حسبه إن الله بالغ أمره قد جعل الله لكل شيء قدرا ) [ الطلاق : 3 ] .
( الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل ( 173 ) )
( فانقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء واتبعوا رضوان الله والله ذو فضل عظيم ( 174 ) )
هذه الرسالة تهدف لبعض الاشخاص من الاخوان المسلمين الذين يظلمون الناس بغير تحقيق ولا دليل
{ولا تحسبن الله غافلاً عما يعمل الظالمون إنما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الأبصار}