فضل الدعوة الى الله
-الدعوة إلى الله - عزَّ وجلَّ - من أفضل الأعمال، وأقرب القربات، وأوجب الواجبات، بعث الله - تعالى - صفوة خلقه من الأنبياء والرُّسل - عليهم الصلاة والسلام - للقيام بها، ووعد القائمين بها أجرًا عظيمًا وثوابًا جزيلاً في الدنيا والآخرة، بل إن الله - جل وعلا - جعلها شعارًا لاتباع الرسل - عليهم الصلاة والسلام.فقال تعالى: (قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُوا إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ).. وقال في محكم التنزيل: (وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنْ الْمُسْلِمِينَ)-والحرص على هداية الناس له فضل عظيم، لا سيَّما إذا هدى الله على يدك أحدًا من الناس، ويدل على ذلك ما ثبت عن سهل بن سعد الساعدي - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - قال لعلي - رضي الله عنه - لما أعطاه الراية يوم خيبر: ((أنفذ على رسلك؛ حتى تنزل بساحتهم، ثم ادعهم إلى الإسلام، وأخبرهم بما يجب عليهم من حق الله فيه، فو الله لأن يهدي الله بك رجلاً واحدًا، خير لك من حُمر النعم))-والدعوة إلى الله وظيفة رسل الله عليهم الصلاة والسلام، وكفى بذلك فضلاً وفخراً وشرفاً.والدعاة هم خير هذه الأمة على الإطلاق، وبهم تنال الأمة خيريتها، قال تعالى في سورة آل عمران: (كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ)..والدعاة إلى الله موعودون بالفلاح في الدنيا والآخرة، قال سبحانه في سورة آل عمران: (وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ)..