تحريم الغيبة
بسم الله الرحمن الرحيم
قال الله تعالى:(ولا يَغْتَبْ بعْضكُمُ بَعْضاً أيُحِبُّ أحَدُكُم أنْ يأكُلَ لَحْمَ أخِيِه مَيْتاً فَكَرِهْتُموه واتَّقوا الله إنَّ الله تَوَّابٌ رحيم).
وسئل رسول الله (صلى الله عليه وسلم)أصحابه :" أتدرون ما الغيبة؟" قالوا :الله ورسوله اعلم ,قال:"ذكرك أخاك بما يكره" قيل:افرأيت إن كان في أخي ما اقول؟ قال :"إن قال فيه ما تقول فقد اغتبته وان لم يكن فيه ما تقول فقد بهته _افتريت عليه_"
وحد الغيبة كما قال الامام النووي في الاذكار :ذكرك الانسان بما فيه مما يكره سواء كان في بدنه أو دينه أو دنياه أو نفسه أو خَلقه أو خُلقه أو ماله أو أهله أو ثوبه أو مشيته أو حركته أو غير ذلك مما يتعلق به سواء ذكرته بلفظك أو كتابتك أو رمزت أو أشرت إليه بعينك أويدك أو رأسك
وضابطه :كل ما أفهمت به غيرك نقصان مسلم فه غيبة محرمة ,ومن ذلك المحاكاة ,بأن يمشي متعارجاً أو متطأطأ مريداً حكاية من ينتقصه بذلك .
ومن ذلك قولك : فعل كذا بعض الناس أو بعض من مر بنا اليوم إذا كان المخاطب يفهمه بعينه , ومن ذلك التعريض بالغيبة كأن يقال لأحدهم : كيف حال فلان ؟
فيقول :الله يصلحنا ويصلحه , الله يغفر لنا , نسأل الله العافية ,الله يتوب علينا , وما أشبه ذلك مما يفهم منه تنقصه فكل ذلك غيبة محرمة
واعلم ان الغيبة كما يحرم على المغتاب ذكرها يحرم على المستمع استماعها وإقرارها ,فيجب على من سمع انساناً يبتدئ بغيبة محرمة ان ينهاه إن لم يخف ضرراً ظاهرا , فإن خافه وجب عليه الانكار بقلبه ومفارقة ذلك المجلس إن تمكن , فإن قدر على الانكار لزمه ذلك فإن لم يفعل عصى فإن قال بلسانه : أسكت .وهو يشتهي بقلبه استمراره , فقال الامام أبو حامد الغزالي : ذلك نفاق لا يخرجه عن الاثم ولا بد من كراهيته بقلبه .
قال الله تعالى :(إذا رأيتَ الذينَ يَخوضونَ في آياتنا فأعرِضِ عنهم حتى يخوضُوا
في حديثٍ غيره وإما يُنْسِيَنَّك الشيطانُ فلا تَقْعُدْ بعدَ الذكرى مع القوم الظالمين )