الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه
له الحمد على ما أعطى و له الحمد على ما منع
فما أعطى إلا فضلا منه و كرماً و ما منع إلا لحكمة
فله الحمد دائما و أبدا
و الصلاة و السلام على من جعله الله سبباً لكل خير نحن فيه
اللهم صلى على محمد و على آل محمد كما صليت على إبراهيم و على آل إبراهيم
إنك حميد مجيد و بارك على محمد و على آل محمدكما باركت على إبراهيم و على آل
إبراهيم إنك حميد مجيد
ربى ما أعظم فضلك ؟
مع تقصيرنا ووسط غفلتنا
و انشغالنا الدائم بدار الزوال " الدنيا "
اخواني الكرام اكتب هذا الموضوع واسال الله ان ينفع به الامه ان شاء الله
قال فضيلة الشيخ زيد بن محمد المدخلي :
إن لنشر العلم وتبليغه إلى محتاجيه ثمرات جليلة
لا يجوز أن ينام عن طلبها طلاب العلم عمومًا والعلماء منهم خصوصًا
من هذه الثمرات ما يأتي :
أولاً : كثرة الأجر ومضاعفته
لقول النبي صلى الله عليه وسلم ...
( من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه
لا ينقص ذلك من أجورهم شيئًا ... )
.. وكفى مبلّغ العلم شرفًا وفضلاً
أنه سعى في عمل يحبه الله ورسوله ليحشر بجوار مع من أحب ...
ومعلوم أنه لا شيء أحب إلى الرسول صلى الله عليه وسلم
من إيصال الهدى إلى جميع الأمة
فالمبلغ عنه ساع في حصول محابه
فهو أقرب الناس منه
وأحبهم إليه
وهو نائبه وخليفته في أمته
وكفى بهذا فضلاً وشرفًا للعلم وأهله
ـــــــــــــــ
ثانيًا : الفوز بصلاة الله
* وصلاة ملائكته
* وصلاة أهل السموات والأرض
* حتى النملة في حجرها
* والحيتان في البحر
بدليل : ...
ذكر للنبي صلى الله عليه وسلم رجلان
أحدهما عابد
والآخر عالم
فقال :
( فضل العالم على العابد كفضلي على سائر أدناكم )
ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم
( إن الله وملائكته وأهل السموات والأرض
حتى النملة في حجرها والحيتان في البحر
ليصلّون على معلّم الناس الخير )
أقول :
أن في هذا الحديث لأعظم باعث على المنافسة في تعليم الخلق
لا سيما الذين يسكنون البوادي ، والهجر
فإنهم يجهلون كل شيء من أصول الدين ...
انحسرت هممهم في الاشتغال بمتطلبات الجسد من مأكل ومشرب ... ومركب :
( وإن كل ذلك لما متاع الحياة الدنيا والآخرة عند ربك للمتقين )
وحقًا أن : ( من بدا فقد جفا ) ...
ـــــــــــــــ
ثالثًا : التأسي بأنبياء الله ورسوله
وما يترتب عليه من حسن المثوبة والجزاء
ذلك إن الله تبارك وتعالى بعث رسله مبشرين ومنذرين
يعلمون الناس ما يجب عليهم أن يعلموه من حقوق الله وحقوق عباده
ويبلغونهم ما أوحاه الله إليهم ليخرجهم من الظلمات إلى النور
وهكذا عمل معلمو البشرية من ورثة الأنبياء والرسل
فحصل لهم فضل التأسي
حيث أنهم يحشرون مع من تأسوا بهم من أنبياء الله ورسله
في دعوة الخلق إلى دين الحق وتبليغ عباد الله رسالات الله ...
( لقد كان لكم فيهم أسوة حسنة
لمن كان يرجوا الله واليوم الآخر وذكر الله كثيرا )
ـــــــــــــــــ
رابعًا : الخروج من تبعة الكتمان
حقًا لقد توعد الله من طبيعتهم كتمان العلم عن محتاجيه ...
( إن الذين يكتمون مآ أنزلنا من البينات والهدى
من بعد ما بيناه للناس في الكتاب
أولئك يلعنهم الله و****هم الللاعنون ... ) ...
( من سأل عن علم يعلمه فكتمه الجم يوم القيامة بلجام من النار ) ...
أقول : ...
ونظرًا لحال الناس في هذا الزمان
الذي تكاثرت فيه الشرور
وتتابعت فيه الفتن
وتحققت فيه غربة الدين
وانتشرت فيه وسائل الزيغ والانحراف ...
فإنه يجب على كل طالب علم أن يجند نفسه ويبذل جهده
في سبيل إيصال الخير والهدى والنور
إلى البشرية كلها
لتحيا بعد موتها وتستيقظ من غفلتها وسباتها وترشد بعد جهلها وضلالها ...
فإن نحن فعلنا ذلك رجاء ثواب الله ، وخشية عقابه
وخروجًا من التبعة
وبراءة للذمة
ونصحًا للأمة
فقد سلكنا طريق الهداية والرشد والبلاغ
وإن هذا الصنع ليسير على من يسره الله عليه
من أهل العلم النافع والعمل الصالح والفقه في الدين ...
أما من اتخذ العلم حرفة كغيرها من الحرف التي يتخذها أهلها وسيلة
لكسب المال ، وإحراز الجاه ، ووصولاً إلى كراسي الرئاسة والسلطان
فإنه لن يهتم بنشر العلم بين محتاجيه ...
ويندم ندامة كبرى يوم يسأل كل ذي علم عما عمل فيه
ـــــــــــــــــ
خامسًا : الظفر بالعون والمدد من الله
لأن ناشر العلم يسعى في قضاء أعظم حاجة وأمسها
ألا وهي حاجة الخلق إلى
1- الفقه في الدين ، 2- والإخلاص في العبادة
وهما ركنا قبول العمل
وقد جاء في الحديث : ( ومن كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته )
ــــــــــــــــ
سادسًا : ازدياد العلم لدى من ينشره في الخلق
لأن العلم يزداد وينمو لدى صاحبه إذ هو نشره
وقد أدرك هذه الفضيلة أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم
ومن تأسى بهم
فكتب سليمان الفارسي إلى أبي الدرداء فقال :
( إن العلم كالينابيع يغشى الناس فيحتاجه هذا وهذا فينفع الله به غير واحد
وإن حكمة لا يتكلم بها كجسد لا روح فيه
وإن علمًا لا يخرج ككنز لا ينفق
وإنما مثل المعلم كمثل رجل حمل سراجًا في طريق مظلم
يستضيء به من مرّ به
وكل يدعو إلى الخير )
ــــــــــــــــ
سابعًا : الحصول على شهادة رسول الله صلى الله عليه وسلم بالخيرية المطلقة
بدليل : ... ( خيركم من تعلم القرآن وعلمه )
قلت :
ولا شك أن تعلم القرآن الذي جعله الله تبيانًا لكل شيء وهى رحمة وبشرى للمسلمين
من أشرف أنواع النشر للعلم
وأن صاحبه داخل في جملة من قال الله فيهم :
( ومن أحسن قولاً ممن دعا إلى الله وعمل صالحًا وقال إنني من المسلمين )
ـــــــــــــــــــ
تاسعًا : الفوز بغنيمة قيمة
ألا وهي دعاء النبي صلى الله عليه وسلم
لناشر العلم بالنضارة
- النعمة والبهجة في الدنيا والآخرة - ...
( نضّر الله عبدًا
1- سمع مقالتي
2- فحفظها
3- ووعاها
4- وأداها
فرب حامل فقه غير فقيه
ورب حامل فقه إلى من هو أفقه منه ) ...
هذه أيها القارئ الكريم
أهم ثمرات نشر العلم وتبليغه محتاجيه من الخلق
وهي كما رأيت قد دلت عليها نصوص كريمة
من الكتاب العزيز و السنة الصحيحة