الحمد لله الذي خلّص قلوب عباده المتقين من ظُلْم الشهوات ، وأخلص عقولهم عن ظُلَم الشبهات
أحمده حمد من رأى آيات قدرته الباهرة ، وبراهين عظمته القاهرة ، وأشكره شكر من اعترف بمجده وكماله
واغترف من بحر جوده وأفضاله وأشهد أن لا إله إلا الله فاطر الأرض والسماوات ، شهادة تقود قائلها إلى الجنات
وأشهد أن سيدنا محمدا عبده ورسوله ، وحبيبه وخليله ، والمبعوث إلى كافة البريات ، بالآيات المعجزات
والمنعوت بأشرف الخلال الزاكيات صلى الله عليه وعلى آله الأئمة الهداة ، وأصحابه الفضلاء الثقات
وعلى أتباعهم بإحسان ، وسلم كثيرا
أما بعد :
فإن اصدق الحديث كتاب الله ، وأحسن الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم ، وشر الأمور محدثاتها،
وكل محدثة بدعة ، وكل بدعة ضلالة ، وكل ضلالة في النار
ــــ أعاذنا الله وإياكم من النار ـ
وتحية طيبة لكل الإخوة مشرفين وأعضاء ورواد منتديات ستار تايمز وبالأخص منتدانا الحبيب
القرآن الكريم
النية في السنة النبويية وأهميتها
[b]
[b]
[b]
[b]الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، وبعد فإذا كانت النية بهذه الأهمية التي ذكرنا بعضًا منها فيما مضى، فمبعثها اهتمام القرآن الكريم والسنة المطهرة بأمر النية.
لقد
عني القرآن الكريم بالنية كثيرًا، ووردت بعبارات مختلفة مثل: إرادة وجه
الله، أو إرادة الدار الآخرة، أو ابتغاء وجه الله، أو ابتغاء مرضاته، أو
الإنابة أو الإخلاص، أو في سبيل الله... إلخ.
يقول الله تعالى: ( وَمَن يُرِدْ ثَوَابَ الدُّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَا وَمَن يُرِدْ ثَوَابَ الآخِرَةِ نُؤْتِهِ مِنْهَا ) [آل عمران: 145].
ويقول تعالى: ( مَن
كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الْآخِرَةِ نَزِدْ لَهُ فِي حَرْثِهِ وَمَن كَانَ
يُرِيدُ حَرْثَ الدُّنْيَا نُؤتِهِ مِنْهَا وَمَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِن
نَّصِيبٍ) [الشورى : 20].
ويقول تعالى: ( مَّن
كَانَ يُرِيدُ الْعَاجِلَةَ عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَاء لِمَن
نُّرِيدُ ثُمَّ جَعَلْنَا لَهُ جَهَنَّمَ يَصْلاهَا مَذْمُوماً
مَّدْحُوراً* وَمَنْ أَرَادَ الآخِرَةَ وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ
مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ كَانَ سَعْيُهُم مَّشْكُوراً) [الإسراء: 18-19].
فهذه الآيات الكريمة تقسم الناس قسمين: مريد للدنيا، بمعنى أنه ليس له هدف سواها، ومصيره ما ذكرت الآية الكريمة: جهنم.
ومريد للآخرة، الذي جعلها هدفه، وسعى لها سعيها، فسعيه مشكور، وعمله مأجور، ومصيره الفوز بالجنة، والسعادة برضوان الله عز وجل.
ولذلك جاء الحث في القرآن الكريم على إرادة الآخرة: وهو الإخلاص.
يقول الله تعالى حثًا على التخلق بهذا الوصف والتحلي بهذا السلوك في كل عمل وفعل: ( إِنَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ فَاعْبُدِ اللَّهَ مُخْلِصاً لَّهُ الدِّينَ) [الزمر: 2].
ويقول سبحانه: ( وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاء ) [البينة: 5].
وكم أشاد القرآن الكريم بالمخلصين الذين لم يريدوا بأعمالهم إلا وجه الله تعالى يبتغون مرضاته، ولا يركضون وراء الناس وثنائهم.
من هؤلاء: الأبرار الذين يطعمون الطعام لوجه الله، لا يريدون من أحد جزاء ولا شكورًا وهم الذين قال الله فيهم: ( إِنَّ
الْأَبْرَارَ يَشْرَبُونَ مِن كَأْسٍ كَانَ مِزَاجُهَا كَافُوراً* عَيْناً
يَشْرَبُ بِهَا عِبَادُ اللَّهِ يُفَجِّرُونَهَا تَفْجِيراً* يُوفُونَ
بِالنَّذْرِ وَيَخَافُونَ يَوْماً كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيراً*
وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِيناً وَيَتِيماً وَأَسِيراً*
إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاء وَلَا
شُكُوراً* إِنَّا نَخَافُ مِن رَّبِّنَا يَوْماً عَبُوساً قَمْطَرِيراً*
فَوَقَاهُمُ اللَّهُ شَرَّ ذَلِكَ الْيَوْمِ وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً
وَسُرُوراً* وَجَزَاهُم بِمَا صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيراً) [الإنسان: 5-12].
وعليه فيجب على المسلم أن يبتغي بعمله وجه الله سبحانه وتعالى، وبذلك يرجو قبوله عند الله، والمثوبة عليه في الآخرة.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين