التفريق بين الزوجين بالسحر والحسد
التفريق بين الزوجين بالسحر والحسد
((فَيَتَعَلَّمُون َمِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ ۚوَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ ۚوَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنْفَعُهُمْ ۚ وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ ۚ وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ ۚ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ)) [البقرة:102]
"إن الشيطان يضع عرشه على الماء، ثم يبعث سراياه في الناس، فأقربهم عنده منـزلة أعظمهم عنده فتنة، يجيء أحدهم فيقول: ما زلت بفلان حتى تركته وهو يقول كذا وكذا. فيقول إبليس: لا والله ما صنعت شيئًا. ويجيء أحدهم فيقول: ما تركته حتى فرقت بينه وبين أهله قال: فيقربه ويدنيه ويلتزمه، ويقول: نِعْم أنت"
وسبب التفرق بين الزوجين بالسحر: ما يخيل إلى الرجل أو المرأة من الآخر من سوء منظر، أو خلق أو نحو ذلك أو عَقد أو بَغْضة، أو نحو ذلك من الأسباب المقتضية للفرقة
وقوله تعالى: ( وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلا بِإِذْنِ اللَّهِ ) قال سفيان الثوري: إلا بقضاء الله. وقال محمد بن إسحاق إلا بتخلية الله بينه وبين ما أراد. وقال الحسن البصري: ( وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلا بِإِذْنِ اللَّهِ ) قال: نَعَم، من شاء الله سلطهم عليه، ومن لم يشأ الله لم يسلط، ولا يستطيعون ضر أحد إلا بإذن الله، كما قال الله تعالى، وفي رواية عن الحسن أنه قال: لا يضر هذا السحر إلا من دخل فيه.
ونحب أن ننبهك إلى بعض النصائح والإرشادات التي ذكرها العلماء لدفع العين والسحر ومس الجن وهي: وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلا كَاشِفَ لَهُ إِلاَّ هُوَ . وقال عز من قائل: وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُه [الطلاق:3].
استعمال التعوذات والرقى الشرعية، يقول ابن القيم رحمه الله: ... فمن التعوذات والرقى: الإكثار من قراءة المعوذتين وفاتحة الكتاب وآية الكرسي، ومنها التعوذات النبوية نحو: أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق ونحو: أعوذ بكلمات الله التامة من كل شيطان وهامة ومن كل عين لامة. ومن جرّب هذه الدعوات والعوذ عرف مقدار منفعتها وشدة الحاجة إليها..
ولكن لا بد من التنبه إلى أن هذه التعوذات والرقى سلاح، والسلاح ليس بنفسه فقط، إنما بضاربه أيضاً، ولهذا لا بد من التعوذ الصحيح الذي تواطأ عليه القلب واللسان مع صدق التوجه إلى الله تعالى.
الحذر من الوقوع في شراك المشعوذين والدجالين الذين يأكلون أموال الناس بالباطل، قال صلى الله عليه وسلم: من أتى عرَّافاً أو كاهناً فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد. رواه أحمد.
الاستقامة على دين الله ظاهراً وباطناً، قال صلى الله عليه وسلم: احفظ الله يحفظك.. رواه الترمذي.
قال ابن القيم رحمه الله: وأكثر تسلط الأرواح الخبيثة على الناس تكون من قلة دينهم وخراب قلوبهم...
وقال رحمه الله أيضاً: ... قال بعض السلف: إذا تمكن الذكر من القلب فإن دنا منه الشيطان صرعه - أي صَرع الإنسان الشيطان - فيجتمع عليه الشياطين فيقولون: ما لهذا ؟ فيقال: قد مسه الإنسي.
فالمؤمن بقوة إيمانه يقهر الشيطان، كما في الحديث الذي رواه أحمد : إن المؤمن ينضي شيطانه كما ينضي أحدكم بعيره.
اسلام ويب